تابعت قوى التيار المدني باستغراب واستنكار شديدين التصريحات الأخيرة التي تناولها السيسي يوم السبت الموافق 2020/06/20 من قاعدة سيدي البراني المتاخمة للحدود الشرقية للدولة الليبية. هذه التصريحات التي تشكل تهديدا مباشرا وصريحا باستخدام القوة، واعتداءا على دولة ليبيا ذات السيادة والعضو في الأمم المتحدة وأغلب المنظمات الدولية.
إن هذه التهديدات تخالف القانون الدولي وتهدد الأمن والسلم العالمي وتخل بأبسط قواعد الأعراف الدبلوماسية وتضر بالعلاقات الأخوية التاريخية بين الشعبين وبأصول الجوار.
إن عبد الفتاح السيسي ومنذ انقلابه على الديمقراطية وصناديق الاقتراع حاول وبكل الطرق والسبل السلمية والعسكرية استنساخ شبيه عسكري له يسيطر على السلطة في دولة ليبيا. وفي سبيل ذلك تدخل عسكرياً وبشكل مباشر وعلني بقصف مدينتي درنة وبنغازي وضواحيهما وما خلفه ذلك القصف من قتل للأطفال الأبرياء والمدنيين الآمنين ناهيك عن دمار البنية التحتية في تلك المناطق، وتدخل أيضاً بشكل مباشر وغير علني في العدوان على طرابلس يوم 2019/04/04 وما نتج عنه من ضحايا أبرياء ودمار للبنية التحتية والاقتصادية.
ورغم ما بذلته حكومة الوفاق الوطني وصانعي القرار في ليبيا من جهد للتقارب مع جمهورية مصر العربية ومحاولة تحييدها من مشروع الهيمنة الإقليمية على ليبيا وضمان مصالحها الاستراتيجية باعتبارها دولة جوار، إلا أن سياسة خفض الجناح والخطاب اللين لم تجدي نفعاً مع عبد الفتاح السيسي والدليل على ذلك الرسائل التي أرسلها من قاعدة عسكرية وأثناء استعراض عسكري بالقرب من الحدود الشرقية للدولة الليبية يرسم الخطوط الحمراء في عمق الأراضي الليبية محاولا وقف سيطرة حكومة الوفاق الوطني الشرعية، وجيشنا البطل وقواتنا المساندة الباسلة وهو أمر مرفوض واعتداء صارخ على حق من حقوق السيادة الليبية.
إن التلويح بالعدوان العسكري والتهديد باستعمال ورقة تسليح القبائل المصرية هو شكل من أشكال تجنيد المرتزقة وإشعال حرب عدوانية لا يجدي فيها الإدعاء باستخدام شماعة الأصول الليبية فهم مواطنون مصريون ولا علاقة للدولة الليبية بهم وليسوا من رعاياها والتهديد باستعمالهم يعتبر غزواً لدولة مجاورة وتغيير لتركيبتها السكانية ينتج عنه حروب لعقود طويلة.
وبناءا على ما تقدم فإن قوى التيار المدني تذكر وتطالب بالآتي:
1. عبر تاريخ ليبيا الحديث لم تشكل ليبيا في يوم من الأيام خطرا على الأمن القومي المصري بل على العكس من ذلك إن استقرارها وازدهارها كان جزء من أمن واستقرار جمهورية مصر وإن تهديد الأمن القومي الليبي بعد ثورة 17 فبراير كان من جمهورية مصر وتحديداً بعد مجيء حكم السيسي وتدخلاته بالشأن الليبي. وترفض تصدير أزمات عبد الفتاح السيسي المحلية إلى دولة ليبيا في تشتيت للرأي العام المصري عن إخفاقاته إذ كان الأجدر به الاهتمام الجاد بقضية سد النهضة الذي يشكل خطرا حقيقيا على الأمن القومي المصري.
2. أن سياسة الامتصاص والاستيعاب التي انتهجتها حكومة الوفاق الوطني مع حاكم جمهورية مصر العربية نرجو أن لا تكون هي السياسة الوحيدة بل يجب أن توازيها سياسة صارمة تضعه عند حده خصوصاً بعد التصريحات العدوانية الأخيرة تبدأ من الشكوى لدى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية مروراً بإعادة النظر في العلاقات الثنائية بين البلدين ولا تنتهي بالتشاور مع الدول الصديقة والحليفة.
3. الاتجاه إلى الاتحاد المغاربي كان ولا يزال ضرورة لإحلال الأمن والسلام والرفاهية بين دوله وتحقيق التوازن في شمال أفريقيا.
4. رغم ما خبرناه من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من مواقف سابقة ومحاولة جعل أحد مخرجات محاور برلين الثلاثة في مصر الأمر الذي رفضته قوى التيار المدني في حينه، ومن هنا فأننا نطالبها بإدانة تصريحات السيسي والكف عن اعتبار مصر دولة محايدة يمكن أن يكون لها دورا في الحل السياسي؛ فلقد شهدنا عدوانها وعايشناه منذ أن ساهموا في صناعة أزمتنا في عام 2014 إلى تصريحات السيسي الأخيرة.
5. إلى كل مهتم بالشأن الليبي من أجسام تشريعية وحكومة الوفاق الوطني والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات السياسية والاجتماعية وغيرها من المعنيين يجب التنبه بألا يكون للقبيلة دورا سياسيا في حل الأزمة الليبية الراهنة وأن لا يكون لها تعامل سياسي في الحاضر والمستقبل وأن يكون دورها محصورا في الاطار الاجتماعي فقط فإن اعتمدناها سياسياً فقد لوح لكم السيسي بورقة القبيلة من حدودنا الشرقية ولا يخفاكم ما يشكله ذلك من خطر على وحدة واستقرار وأمن ليبيا.
6. نأمل من حكومة الوفاق الوطني أن تعجل بإطلاق عملية عسكرية مدروسة ومحكمة وسريعة للسيطرة على مدينة سرت والجفرة والحقول النفطية وموانئ التصدير ومن بعد ذلك كامل التراب الليبي.
وأخيرا نعبر عن بالغ استيائنا مما جاء في هذا الخطاب البائس، فإننا نثق بأن أغلب الشعب المصري يعي أن السيسي يبحث عن مخرج وصرف النظر عن هزائمه المتلاحقة بتوجيهه لهذا الخطاب، ونعرب للشعب المصري الشقيق أنه لن يفلح في قطع أواصر الأخوة والعلاقات التاريخية وحسن الجوار بين الشعبين.
وختاماً إلى جنودنا الأبطال وقواتنا النظامية والمساندة الباسلة إننا معكم أمامكم وخلفكم نساندكم في ما نذرتم أنفسكم له وما تواجهونه من أخطار محلية ودولية ندعو الله لكم بالثبات والله معكم بأذن الله ما تماسكتم بالذود عن وطننا وصد العدوان عليه فالله بإذنه معكم ولن يتركم أعمالكم.
حفظ الله ليبيا
صدر في طرابلس
الأحد 21 يونيو 2020 م
قوى التيار المدني
التيار المدني الطرابلسي
حزب التغيير
حزب الوطن
حزب الجبهة الوطنية
مجموعة التواصل
رابطة أهالي بنغازي المهجرين
حزب ليبيا الأمة (الليبو)