جدول المحتويات
عرفت ليبيا خلال العقدين الأولين من استقلالها مرحلة دستورية توفر فيها قدر طيب من الضمانات والحريات والحقوق الأساسية للمواطن، مما أتاح للبلاد أن تعيش فترة استقرار خاضت أثناءها تجربة بناء مؤسسات الدولة على أسس منظمة، وانطلقت لتحقيق نجاحات ملحوظة في مجالات التعليم والخدمات والبناء والتعمير، واكتسبت سمعة طيبة في المجالين العربي والدولي.
ومع ذلك فلم تستطع الحكومات المتعاقبة في ذينك العقدين أن تجاري روح العصر وأن تستجيب للتطلعات والطموحات التي كانت تعتمل في نفوس الشعب الليبي، خاصة في أوساط الفئات المثقفة التي كانت ترنو إلى حياة سياسية مؤسسة على مزيد من الحريات والممارسات الديمقراطية الصحيحة، يتم من خلالها توظيف أفضل لإمكانات البلاد، وإسهام أوسع في مجريات السياسة الخارجية خاصة على المستوى العربي.
وجاء انقلاب سبتمبر عام 1969 إجهاضاً لهذه الطموحات والتطلعات بتقديمه بديلاً دكتاتورياً همجياً متخلفاً ، قضى على الدستور والمؤسسات الدستورية التي كانت قائمة آنذاك, وداس على كافة الضمانات والحريات والحقوق، ثم انخرط في ممارسات إجرامية إرهابية عابثة أفسدت أوجه حياة الشعب الليبي، ودمرت مقوماته وقيمه، وقوضت مرتكزاته الحضارية، وشوهت سمعة ليبيا الدولية، وحولت الوطن إلى أنقاض وخرائب، والمواطن الليبي إلى إنسان مقهور مهدور الكرامة، وأصبحت ليبيا – تحت وطأة هذا الحكم – مهددة في استقلالها وسيادتها.
وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تنطلق الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، راية من رايات النضال التي رفعها الشعب الليبي في وجه الطغيان، وجهداً نضالياً يدافع عن الحق ويدفع الظلم ويسعى إلى انقاذ الوطن والمواطن.
وقد حدد البيان التأسيسي للجبهة هدفين رئيسيين تعمل الجبهة على تحقيقهما:
وإذا كانت مقتضيات المرحلة النضالية قد تطلبت تغليب أهمية السعي الحثيث لتحقيق الهدف الأول بطرح وتنفيذ برنامج النضال الشامل، فإنه من الطبيعي أيضاً، بل ومن الضروري، أن تلتفت الجبهة إلى وضع البرامج والتصورات الكفيلة بتحقيق هدف إقامة بديل وطني دستوري ديمقراطي يحقق لشعبنا ما يطمح إليه من حرية وعزة وعدل ونماء وأمن واستقرار وحياة كريمة يتمكن من خلالها من الإسهام الفاعل المؤثر المفيد في تطور الحضارة الإنسانية.
إن إنقاذ ليبيا مما هي عليه اليوم من تخلف ودمار وخراب يتطلب جهوداً مكثفة متناسقة تحقق لشعبنا التخلص من ربقة العبودية لغير الله، وتدفع به نحو النهضة والتقدم والنماء والعزة بالله.
إن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا وهي تطرح مشروعها الحضاري نهجاً يلتف حولـه أبناء ليبيا، وجسراً تعبر عليه ليبيا نحو آفاق مستقبل مشرق بإذن الله، وأداة يتحقق من خلالها لشعبنا آماله وطموحاته، فإنها تؤكد بأنه لا ينبغي النظر إلى هذا المشروع على أنه برنامج تضعه الجبهة كي تحكم به ليبيا, فهو أوسع من ذلك منهجاً وأبعد هدفاً.
إن الجبهة على يقين بأن شعبنا الليبي قادر بعون الله وحولـه على حسم معركته والإنتصار لقضيته ومن ثم خوض معركة البناء الحضاري لبناء ليبيا المستقبل الشامخة العزيزة الأبية.
وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدّلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون[ صدق الله العظيم
تسعى الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا إلى تحقيق أهداف الشعب الليبي في حياة حرة كريمة، وفي مستقبل واعد مشرق بإذن الله تعالى ترتاد فيه بلادنا ليبيا الشامخة آفاق التقدم والسؤدد والعزة بالله، وتسخر فيه إمكانات أرضنا المعطاءة لتحقيق الاكتفاء والكفاءة، ولتعميم الخير والعدل، ولنشر الأمن والأمان، ولبناء وترسيخ وحماية مؤسسات دولة دستورية ديمقراطية تكفل الحقوق، وترعى الحرمات، وتصون الثروات الوطنية، وتدافع عن حياض الوطن، وتحافظ على الاستقلال، وتحفظ الوحدة الوطنية، وتشجع على الكسب المشروع، وتحقق عدالة التوزيع وتكافؤ الفرص أمام المواطنين، وتعمل على إرساء قواعد التكافل الاجتماعي، وتقدم نموذجاً حضارياً متميزاً في كفاءة الإدارة، وفي نضج الرؤى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وفي حسن التعامل مع المعطيات والمتغيرات الإقليمية والدولية، والإسهام الواعي الفاعل في قضايا أمتنا، وفي الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق سعادة وحرية الإنسان، وصيانة وتعزيز الأمن والسلام العالميين.
وتعمل الجبهة على تحقيق الأهداف التفصيلية في المجالات المبينة أدناه:
قرر المجلس الوطني في دورته الثالثة تكليف الهيئة القيادية بالشروع في إعداد التصورات والبرامج التفصيلية التي تعد استكمالاَ للمشروع الحضاري، وعلى الأخص التصورات والبرامج التالية:-
00218910023099
info@jabha.ly
طرابلس، ليبيا