تصريح صحفي للمكتب السياسي – حزب الجبهة الوطنية
نتيجة للتوتر الامني وتصاعد الاحتقان السياسي الذي تمر به بلادنا الحبيبة هذه الايام بتحديات جسيمة قد تكون ناتجة عن
قصور واخفاقات من قبل مؤسسات الدولة الوليدة وكذلك عن صعوبة عملية الانتقال من م رحلة الثورة إلى الدولة إلا انه
من واجبنا جميعاً كمواطنين وكشعب بكل أطيافه ومكوناته أن نواجه هذه التحديات والمصاعب كصف واحد كما كان
الحال في بداية ثورة 17 فبراير المباركة، والتي تجسدت فيها اللحمة الوطنية والتكاثف والعمل الدؤوب ووضع المصلحة
الوطنية العليا قبل كل شيء، فما احوجنا لتلك الروح والنهج في هذه الايام.
إننا في حزب الجبهة الوطنية نبارك ونثمن كل المبادرات التي تنادي بتوحيد الجهود والوقوف جنباً إلى جنب في هذه
المرحلة وتدعم الشرعية الوطنية المتمثلة في المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة والتي تسعى لجمع كل الاطراف
لتحقيق رغبة الشعب الليبي في تجاوز هذه المرحلة على خير والوصول بالبلاد إلى بر الأمان. واذ اننا في حزب الجبهة
الوطنية على تتبع مستمر للح ا رك السياسي حول آلية تشكيل الهيئة التأسيسية لإعداد الدستور والذي يعدُ اهم استحقاق في
هذه المرحلة فإننا نؤكد تمسكنا بالوصول إلى هيئة تأسيسية تكون مرآة للشعب لليبي بكل اطيافه ومكوناته السياسية
والاجتماعية والعرقية والفكرية على ان تتصف هذه الهيئة بالوطنية والنزاهة والكفاءة والارادة والإصرار على إعداد
دستور يعكس رغبات الشعب الليبي كله دونما استثناء، بغض النظر عن الآلية التي قد تُتبع في تشكيل هذه الهيئة، واننا
لنؤكد التزمنا وتأييدنا لخيار الشعب الليبي في آلية تشكيل هذه الهيئة التأسيسية.
انطلاقاً من شعورنا بدقة المرحلة وأهمية الحوار والتكاثف، فإننا ندعوا جميع مكونات المجتمع الليبي من أح ا زب سياسية
و منظمات المجتمع المدني ومستقلين و ممثلين للثوار للقاء في إطار مؤتمر وطني لمناقشة تحديات المرحلة و الاتفاق على
ثوابت الثورة والوطن للخروج بميثاق عمل وطني يلتزم فيه الجميع بالحوار وتقديم مصلحة الوطن العليا على جميع
التوجهات الحزبية او الأيدولوجية للعبور ببلدنا العزير نحو تحقيق أهداف الثورة في بناء وطن للجميع يسوده الأمن والعدل
والديمقراطية.. فإن حزب الجبهة الوطنية يناشد كافة أطياف الشعب الليبي وكافة مؤسسات الدولة بالالتزام بمبدأ الوحدة
والتكاتف والعمل على لم الشمل والانتباه إلى مصلحة الوطن وعدم الانزلاق في الفتن. فلنركز على هذا الاستحقاق
التاريخي في هذه المرحلة والذي يشكل حجر الأساس في بناء دولة الاستقلال الثانية التي خرج من اجلها الشعب الليبي في
ثورته المباركة.
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظ ليبيا وان ينعم كل ليبي وليبية بالأمن والأمان، والمجد والخلود لشهداءنا الأبرار.
13 ربيع الاول 1434 هـ الموافق 25 يناير 2013 م