Skip to main content

إدانة حزب الجبهة الوطنية ما يحدث في ليبيا من انتهاك للسيادة الوطنية

بيان

بسم الله الرحمان الرحيم

يتابع حزب الجبهة الوطنية بقلق بالغ ما يحدث في ليبيا من انتهاك للسيادة الوطنية، وتنامي الجماعة المتطرفة،
وتغول المغامرين وطلاب السلطة، والغياب التام لأجهزة الدولة، وسكوت المجتمع الدولي وانحيازه الواضح
لبعض الأطراف، وتدخل أطراف إقليمية بتزويدات السلاح والمشاركة الفعلية في الأعمال الحربية.

إن ما آلت إليه الأمور في ليبيا ناتج عن كل ما سبق علاوة على غياب الحكمة وانتهاج مسلك المغالبة، وإهمال
نبدأ التوافق الضروري واللازم لإقامة الدولة المنشودة ولقطع الطريق على المتآمرين وأعداء الوطن.

إن حزب الجبهة الوطنية يؤكد مجدداً إدانته وبشدة لكل أشكال الإرهاب والتطرف والغلو التي لا تمت لشريعتنا
السمحاء بأي صلة وتتنافى مع سلوك المجتمع الليبي الوسطي المتسامح. وكذلك يدين كل أعمال العنف والتصعيد
بحجة محاربة الإرهاب والتي يقودها مغامرين طلاب للسلطة لا يراعون في دماء الليبيين إلاً ولا ذمة.

كما يدين حزب الجبهة الوطنية بشدة الاعتداء العسكري المصري السافر على الأراضي الليبية والذي راح
ضحيتها مواطنون ليبيون ابرياء في مدينة درنة ويعتبره انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية، وهو عدوان تدينه كل
المعاهدات والمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار. إن هذا العدوان الآثم كان مبيتاً ويمهد له من خلال الإعلام
المصري منذ مدة وبطريقة سافرة، وهو ليس كما تزعم السلطة المصرية، بأنه رداً على الأحداث الأخيرة.

يدين الحزب أيضاً ما قام ويقوم به مجلس النواب وما يسمى بعملية الكرامة للدعوة إلى التدخل العسكري
ومحاولات تبرير هذا الاعتداء، ونحملهم المسؤولية الكاملة عن الكوارث التي سوف تترتب عن التدخلات
العسكرية الأجنبية التي دعوا إليها ويحاولون إيجاد المبررات لها.

يستنكر الحزب صمت المجتمع الدولي على هذه الانتهاكات للسيادة الليبية، والاعتداءات المسلحة التي راح
ضحيتها مواطنون ليبيون أبرياء، والتي تمثلت في الضربات الجوية المتعددة التي نفذت على عدد من المواقع
والمدن في مختلف مناطق ليبيا خلال الأشهر الماضية.

إن حزب الجبهة الوطنية إذ يشاطر شعبنا الليبي التعازي في شهداء العدوان المصري الغاشم، فإنه يوضح ما
يلي:-

أولاً: إن العلاقات الأخوية بين الشعبين الليبي والمصري والضاربة في عمق التاريخ والتي هي نتاج الجوار
والأخوة والمصالح المشتركة، لا ينبغي أن يتم تعريضها لأي مخاطر نتيجة لحسابات سياسية أو سلطوية، وإننا
نحمل كل الأطراف التي تحاول العبث بهذه العلاقات والصلات كامل المسؤولية عما قد يصيب هذه العلاقات من
مصاعب واحتقانات.

ثانياً: إن التدخل العسكري الأجنبي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية والسيادية والمعيشية في
ليبيا، وهو منفذ للأطماع الإقليمية والدولية، وتهديد لوحدة الأراضي الليبية، وقهر لإرادة الشعب الليبي.

ثالثاً: نحمل المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب والسلطات التنفيذية وكل القوى السياسية التي تساهم في صنع
القرار مسؤولية ما يجري والناتج عن التلكؤ في إيجاد حلول ناجعة للخروج من الأزمة السياسية الخانقة وإيجاد
السبل الكفيلة لتمكين الحكومة أزمة فعالة تدير شؤون البلاد وتحافظ على سيادتها وتتصدى لكل الجهات المتآمرة
والمتطرفة والتي تحاول الزج بليبيا واتخاذها ساحة لتنفيذ مخططاتها وأجندتها.

رابعاً: ونحن نقف في الذكرى الرابعة لثورة فبراير المجيدة، نستمطر شآبيب رحمات الله ورضوانه على شهدائها
الأبرار ونحيي أبطالها الثوار، وندعو كل أبناء وبنات ليبيا وكل القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني إلى
استلهام روح الثورة وأيامها الزاخرة بالعطاءات والتضحيات، وإلى الوقوف صفاً واحداً للتصدي للهجمات
المتكررة على مستقبل ليبيا ووجودها بالتخلي عن المصالح الذاتية، والترفع عن التناقضات، وإرساء قيم التسامح
والمصالحة، وتغليب المصلحة الوطنية العليا والتوافق على اهداف مرحلية موحدة تصل إلى بر الأمان وتقطع
الطرق على كل المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد ليبيا من الداخل والخارج.
ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز
حفظ الله ليبيا
حزب الجبهة الوطنية
الاثنين 26 ربيع الثاني 1436 هجري
الموافق 16 فبراير 2015 ميلادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *