جيل يصرخ من بعيد لكنه لا يشارك, فلماذا انكفأ الشباب عن السياسة؟
في زمنٍ تُدار فيه الأوطان من خلف الشاشات، يتزايد الضجيج حول السياسة، لكنّ صوت الشباب الحقيقي ما يزال غائبًا عن دوائر القرار.
جيل يعبر عن غضبه في منشور، ويسخر من الواقع في مقطعٍ قصير، لكنه يتراجع حين تتحوّل الكلمة إلى موقف، والرأي إلى فعل.
فهل هو الخوف؟ أم أنّ الأبواب أُغلقت أمامهم؟
الواقع اكثر تعقيداً، جزء من الخوف مبرر، بعد أن تحوّل الفضاء السياسي إلى ساحةٍ رمادية لا تُكافئ الصدق ولا تحمي الجرأة.
أما الإقصاء فله جذور اعمق اذ تستمر بعض المؤسسات في التعامل مع الشباب كمشهد تجميلي حيث تكتفي بإشراكهم في الصورة دون منحهم دورًا حقيقيًا في صناعة القرار.
لكن الأخطر من ذلك هو فقدان الثقة في الشباب، مشهدٍ سياسي مغلق لا يفسح المجال إلا لوجوه تعيد إنتاج الماضي.
فإن الامر لم يقتصر على غياب الفرص، بل امتد إلى غياب التجديد، حيث أعاد كثير من الشباب إنتاج الرؤى والأساليب ذاتها التي انتهجها من سبقهم، في وقتٍ تحتاج فيه الساحة إلى فكر جديد يعبّر بصدق عن روح هذا الجيل وتطلعاته.
وهكذا تحول الشباب من طاقة للتغيير إلى جمهورٍ يراقب من بعيد، ومن أمل في المستقبل إلى تعليق عابر عبر منصات التواصل الإجتماعي على واقع لم يتغير.
جيل اليوم لا يحتاج إلى وصاية، بل إلى ثقة ومؤسسات تعيد إليه شعوره بالجدوى وقدرته على التأثير.
اترك تعليقاً