رسالة السيد محمد علي عبد الله رئيس الحزب للسيد بيرناردينو ليون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بخصوص تسمية الحكومة في الصخيرات بتاريخ 8 أكتوبر 2015
جدول المحتويات
السيد بيرناردينو ليون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة
تحية طيبة…. وبعد،
لقد كان حرصنا على المشاركة في الحوار السياسي والعمل على إنجاحه بهدف الوصول إلى اتفاق يتم فيه التوافق على مخرجات عملية يمكن تنفيذها على أرض الواقع تقود البلاد نحو انفراج الأزمة ووقف القتال وانطلاق مرحلة انتقالية جديدة لفترة زمنية محددة للوصول إلى وضع دستوري دائم ومستقر. لقد كان التوافق ومازال هو مفتاح النجاح وهو أساس استعداد الأطراف المعنية على الالتزام بأية ترتيبات وتدابير يتضمنها الاتفاق والعمل الجاد لتنفيذ وتفعيل هذه التدابير. وبما أنه قد تم الإقرار في وقت سابق بناء على عرض بعثة الأمم المتحدة على التعامل مع الاتفاق من خلال حزمة واحدة تشمل متن الاتفاق وملاحقه، كما تشمل تشكيلة حكومة التوافق الوطني، وعلى هذا فإن الصياغات التي تم بحثها ومناقشتها لن تصبح نافذة إلا بإقرارها من كل من مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام. ونحن في انتظار هذه الخطوة النهائية التي باتت كل المعطيات تنذر بأنها لن تتم، ذلك لأن تسمية الحكومة بالطريقة التي تمت بها في الصخيرات بتاريخ 8 أكتوبر 2015 م قد تم بدون حدوث توافق حولها من قبل أطراف الحوار خاصة الرئيسية منها، الأمر الذي يرجح احتمالية عدم موافقة مجلس النواب أو المؤتمر الوطني أو كلاهما على الاتفاق. هذا سيضع عقبات وعراقيل تحول دون تنفيذ الاتفاق وقد يقود إلى تفجر صراعات إضافية يصعب التكهن بنتائجها الوخيمة.
لابد من تدارك هذا الأمر والعمل الجاد على استيعاب كل الأطراف، حتى ولو أدى الأمر إلى إعادة النظر في تشكيلة المجلس الرئاسي والالتزام بالآليات التي تم الاتفاق عليها بهذا الخصوص، بما فيها الحرص على مشاركة الأطراف في التشاور والابتعاد عن المفاجآت، وترك تسمية الوزراء إلى المجلس الرئاسي دون تقديم أي مرشحين من الأمم المتحدة. لقد قطعنا شوطا طويلا في مسارات المفاوضات الحوارية، انتظر الشعب الليبي نتائجها الإيجابية، ولم يتبق إلا الميل الأخير من هذه المسيرة المارثونية، وأنه لمن المحزن أن نتخلى عن جوهر الهدف الهدف ولا نعتني بضرورة أن تبلغ كل الأطراف الهدف المنشود. إنالحقيقة تبقىى واضحة أنه لن يكون لدينا اتفاق قابل للتنفيذ إلا بتوافق الأطراف الرئيسية التي هي المحور والمحرك لإرادة عجلة التوافق وإجلاس حكومة توافق وطني لن تكون كذلكإذا غاب عنها التوافق، بل قد لا تكون إلا حبر على ورق.
إن التحرك في هذا الاتجاه ينبغي أن يتم قبل عرض المسودات والملاحق على المجلس والمؤتمر، بحيث يحال دون حدوث رفض سيصعب معالجته، وكما عهدتمونا سنبقى على استعداد لمد يد العون والتحرك في اتجاه تحقيق هذا الهدف.
اترك تعليقاً