في بيانها التأسيسي أعلنت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا أنها ترى أن مهامها ومسئولياتها وواجباتها تتناول ما يلي:-
أولاً: خلال مرحلة النضال من أجل الإطاحة بحكم القذافي
تؤمن الجبهة خلال هذه المرحلة بضرورة حشد وتوحيد ودفع كافة العناصر الوطنية – داخل ليبيا وخارجها – في برنامج عمل ونضال متكامل يستهدف الإطاحة بحكم القذافي ومن يرتبط به، وتحرير ليبيا منه مستخدمة كل الوسائل المشروعة الممكنة.
ثانياً: خلال مرحلة ما بعد سقوط القذافي
أ- الدعوة والسعي إلى تشكيل “مجلس رئاسة” و “حكومة مؤقتة” تتولى تسيير دفة الأمور خلال الفترة الانتقالية التي لا ينبغي أن تتجاوز بحال من الأحوال سنة واحدة، ويكون من واجباتها اتخاذ كافة الترتيبات والإجراءات الانتقالية التي تكفل سرعة وسلامة ونزاهة قيام حكم وطني دستوري. ومن هذه الترتيبات:-
- إجراء “انتخابات عامة” خلال ستة أشهر من تشكيل مجلس الرئاسة والحكومة المؤقتة لاختيار “جمعية وطنية تأسيسية” يكون من بين مهامها وضع “دستور دائم” للبلاد، يطرح للاستفتاء العام.
- إجراء “انتخابات عامة” لاختيار رئيس للدولة في ضوء الدستور الجديد بعد إقراره من الشعب في استفتاء عام.
- نقل كافة السلطات إلى المؤسسات الدستورية المنتخبة أو المشكلة في ضوء الدستور الجديد.
- تهيئة كافة الظروف التي تساعد على عودة الحياة العامة إلى أوضاعها الطبيعية في أسرع وقت (معقول) ممكن بما في ذلك إجراء مصالحة وطنية عامة، ورفع كافة صور الظلم التي وقعت على المواطنين خلال حكم القذافي، وإجراء الانتخابات التشريعية العامة.
ب- الدعوة والسعي من خلال الشعب الليبي بكافة فئاته، إلى إقامة “نظام حكم” وطني ديمقراطي دستوري يستلهم عقيدة هذا الشعب وقيمه وتاريخه، وتراثه الحضاري، يتحقق من خلاله ما يلي:-
- حماية كافة الحرمات والمقدسات، وكفالة كافة الحريات لجميع المواطنين مع التأكيد على تأصيل قيم الحق والعدل في المجتمع وترسيخ الممارسات والتقاليد الديمقراطية فيه.
- توظيف كافة الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة بالبلاد توظيفاً شاملاً وراشداً ومتطوراً، يكفل النماء، ويحقق العدل، ويمنع الاستغلال، ويعود بالخير على كافة أبناء ليبيا وعلى جيرانها وعلى أشقائها وعلى البشرية جمعاء.
- العمل على إزالة كل ما علق بوجه ليبيا في الخارج من تشويه خلال حكم القذافي، والحرص على إقامة علاقات متينة وبناءة مع كافة الدول المجاورة لليبيا، ومع بقية الدول الشقيقة والصديقة على أسس من الاحترام المتبادل.
وقد أقر المجلس الوطني في دورتي انعقاده الأولى والثانية تصورات وبرامج عمل تفصيلية تعني بمرحلتين:-
- مرحلة النضال من أجل الإطاحة بحكم القذافي.
- والمرحلة الانتقالية التي تعقب سقوط القذافي مباشرة.
فجاءت المنطلقات والمفاهيم الأساسية وبرامج النضال الشامل لتعني بهاتين المرحلتين دون أن تتعداهما، وعلى وجه الخصوص أقر المجلس الوطني في دورتيه الأولى والثانية ورقة “مرحلة ما بعد سقوط القذافي” التي تضمنت برنامج الجبهة ورؤيتها التفصيلية للمرحلة الانتقالية بما في ذلك تحديد الهيئات الانتقالية وإيضاح مهامها وأسلوب تكوينها. كذلك تضمنت الورقة الأسلوب الذي يتم به تكوين الجمعية الوطنية التأسيسية التي سيناط بها مهمة صياغة وإقرار مشروع الدستور واللوائح المتعلقة بتنفيذه تمهيداً لعرضه على الشعب للاستفتاء العام.
وبالرغم من أن الجبهة لم تطرح تصوراتها وبرامجها التفصيلية للمرحلة التي سوف تعقب الفترة الانتقالية إلاّ أنها قد أوضحت ملامح هذه التصورات سواء في البيان التأسيسي أو في وثائق وبرامج عمل الجبهة، فقد حدد البيان التأسيسي شكل الحكم المأمول إقامته على أنه نظام حكم وطني دستوري ديمقراطي يستلهم عقيدة الشعب الليبي وقيمه وتاريخه وتراثه الحضاري. وعبّر البيان التأسيسي عن ملامح المهام والأهداف التي يتوخى تحقيقها من خلال هذا البديل. {النقاط الثلاث المذكورة في (ب) أعلاه}.
وإذا كان من الطبيعي أن تعطي الجبهة الأسبقية – أثناء سنوات التأسيس وأثناء مرحلة النضال – للبرامج الموجهة نحو تحقيق الهدف الأول وهو الإطاحة بحكم القذافي، فإنه من الطبيعي أيضاً، بل ومن الضروري، أن تلتفت الجبهة إلى وضع البرامج والتصورات الكفيلة بتحقيق الهدف الثاني من أهداف الجبهة، وهو إقامة بديل وطني دستوري ديمقراطي يحقق لشعبنا ما يطمح إليه من حرية وعزة وعدل ونماء وأمن واستقرار وحياة كريمة يتمكن من خلالها من الإسهام الفاعل المؤثر المفيد في تطور الحضارة الإنسانية.
ولقد تزايدت أهمية قيام الجبهة بطرح تصوراتها وبرامجها تلك بعد أن تمكنت بفضل الله وتوفيقه من أن تجمع في عضويتها نخبة من خيرة أبناء ليبيا، ومن أن تحقق رصيداً طيباً في أوساط شعبنا، الأمر الذي يملي على الجبهة دوراً وواجباً لا بد أن تكون مستعدة لمواجهته والاضطلاع به.
ومن هنا كان اهتمام أعضاء الجبهة على مختلف المستويات التنظيمية بمسألة صياغة رؤية الجبهة وتصوراتها التفصيلية لمستقبل ليبيا بعد سقوط حكم القذافي بصورة تتجاوز المرحلة الانتقالية. فعكفت الأجهزة المختصة بالجبهة على صياغة وإعداد ورقة “المشروع الحضاري” التي تم طرحها على المجلس الوطني في دور انعقاده الثالث، والتي اعتمدها المجلس.
يتكون المشروع الحضاري من: –
- الديباجة
- الباب الأول: مبادئ وخصائص الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا.
- الباب الثاني: أهداف الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا.
- الباب الثالث: التصورات والبرامج التفصيلية.
وقد أقر المجلس الوطني الديباجة والبابين الأول والثاني، وكلف الهيئة القيادية بالشروع في إعداد الباب الثالث “التصورات والبرامج التفصيلية”.
وفي الختام فإن الجبهة تؤكد بأن هذا المشروع ليس برنامجاً تضعه كي تحكم به ليبيا، فهو أوسع من ذلك منهجاً وأبعد هدفاً. فهذا المشروع يحتوي على جملة الرؤى والأهداف والبرامج الكفيلة بتجميع الشعب الليبي حولها ثم بدفعه وقيادة خطاه في معركة البناء الحضاري تحقيقاً لأهدافه وآماله وطموحاته. وهو مشروع تلتزم الجبهة بتطبيقه إذا قدر لها أن تكون في موقع الحكم، أو بالدعوة إليه والعمل على التمكين له إن لم يكن الأمر كذلك. وهو علاوة على ذلك مشروع يتعامل مع مختلف أوجه الحياة العامة في ليبيا، ويشمل كذلك الجبهة ً باعتبارها الأداة التي ستضطلع بعبء دفع هذا المشروع نحو التحقيق على أرض الواقع.
*****